تحليل و فك رموز أغنية Black or White

صدر الالبوم الثامن (Dangerous)  لملك البوب مايكل جاكسون في 26 نوفمبر، من عام 1991 وهو أكثر الالبومات مبيعا لمايكل جاكسون بعد البوم ثريلر

كانت أغنية  Black or White (أسود أو أبيض) التي صدرت في 11 أكتوبر، من عام 1991 احدى الأغاني التي لاقت تركيزا جماهيريا و نقدا اعلاميا واسع لما تحمله من المضامين التي اراد مايكل ان يوصلها كرسائل مبطنة في تلك الأغنية بذكاء عالي واطلاع موسوعي .

ابتداءا من الكلمات التي كتبها مايكل  بنفسه  و لحنها و انتهاء بتصوير الفديو كليب ذاته الذي حمل الكثير من الرموز و الايحاءات، كما أشار اليها الكثير من النقاد و المهتمين بفن جاكسون و ارثه الموسيقي ،

تتحدث الأغنية بشكل خاص عن العنصرية التي تنتشر في امريكا و العالم على خلفية اختلاف اللون و العرق بين السود و البيض و أحداث العنف والتفرقة التي تمخضت عنها ، تعتبر هذه الأغنية رد صارخ من جهة مايكل على الاتهامات التي كانت تطاله بمحاولات تغيير لونه و تنكره لأصوله السوداء .

وانتهى الفديوكليب بلقطات أثارت استهجان الرأي العام الرسمي الأمريكي واستفزت الاعلام فتم حذفها وعدم بثها على أيا من القنوات العالمية.

احتوت تلك اللقطات على مشاهد عنف لمايكل و هو يهشم الزجاج و يحطم سيارة كتبت عليها عبارات عنصرية.

 المشاهد المحذوفة :

لتحليل الرموز التي تطرق اليها مايكل جاكسون بعبقرية في هذا العمل يجب أن نأخذ بعين الاعتبار بعض المفاهيم التي كان ينطلق منها : 


أولا : كانت العنصرية و لا تزال في زمن مايكل متأججة دائما و يقودها أفراد من البيض لاضطهاد السود ومن ضمن تلك المجموعات كانت هنالك منظمة  كو كلوكس كلان (بالإنجليزية: Ku Klux Klan) واختصارا تدعى أيضا KKK, هو اسم يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة الأمريكية منها القديم ومنها من لا يزال يعمل حتى اليوم. تؤمن هذه المنظمات بتفوق البيض على باقي الأعراق البشرية وتعمد عموما لاستخدام العنف والإرهاب وممارسات تعذيبية كالحرق على الصليب لاضطهاد من يكرهونهم مثل الأمريكيين الأفارقة وغيرهم.


كان شعار هذه المنظمة هو الصليب الملتهب  و تغطية وجوههم بالأقمشة البيضاء كما في هذه الصورة :

__________

ثانيا :  كرد طبيعي من الافارقة الأمريكيين على هذا الاظطهاد و العنف الذي تمارسه تلك المنظمات ضدهم قام مجموعة من السود الأمريكيين بتأسيس  منظمة الفهود السود ( Black panther)  وهي حركة حقوقية  لسود الولايات المتحدة  للدفاع عنهم. وقد كانت المنظمة تحمل السلاح ولا تنبذ العنف ودخلت في اشتبكات عديدة مع الشرطة مما جعل الكثير يصنفها كإرهابية آنذاك.


وكان هذا شعارهم :

والآن بعد التعريف عن هذه المنظمات ودورها في الحياة السياسية و الاجتماعية في الولايات المتحدة يمكن تحليل الرموز التي ظهرت في هذه الأغنية كرسائل أراد مايكل أن يوصلها برموز لها امتداداتها التاريخية و التي تثبت عبقرية هذا الرجل ليس كفنان مبدع فحسب بل كقارئ و مطلع على التاريخ وجريء في تصريحاته و رسائلة .


تبدأ الأغنية بمشاهد راقصة لمايكل مع مجموعات من الأعراق البشرية كالأفارقة والروسيين و الهنود ليؤكد على وحدة العرق البشري و على اهمية التماهي والامتزاج الانساني في بوتقة الفن .

ثم يتخلل الأغنية مقطع غاضب لمايكل يتحدث فية بكلمات ذات اشارات غير واضحة ظاهريا  بل تحمل دلالات باطنية و تظهر خلفه صورة مشوشة لصليب يحترق ( في اشارة قوية لمنظمة كو كلوكس كلان  العنصرية ) 

 ويقول  متحديا في هذا المقطع : 

" I Ain't Scared Of
Your Brother
I Ain't Scared Of No Sheets
I Ain't Scare Of Nobody
Girl When The
Goin' Gets Mean "

والذي يعني :

" انا لست بخائف من اخويتك (منظمتك )

انني لست بخائفا من أقمشتك (في إشارة للأقمشة التي يرتدونها على وجوههم كشعار لهم )

انا لا أخاف من أحد يافتاه

ولو أصبح الوضع وضيعا " 

_________

أظهر مايكل في آخر جزء من الفديو كليب (ذلك الجزء الذي تم حذفه من كافة القنوات العالمية ) صور غاضبة و مشاهد تهشيم تدل على الجزء الثائر في شخصية مايكل كفنان و كرجل فخور بعرقه الأسود وجرأته في التصريح بآرائة المعادية للظلم و العنصرية بكافة أشكالها وخصوصا تلك المنتهجة ضد العرق الأسود والذي أثبت أنه منهم في ختام الأغنية عندما ظهر وهو يتحول إلى فهد أسود في اللقطة الأخيرة

 ( في إشارة إلى حركة الفهود السود الثائرة ضد البيض ) .